الاستسقاء

Sabt, 6 Jumadal Akhira 1446 AH
07/12/2024
+ -

الْخُطْبَةُ الْأُولَى

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،           أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،                أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،           أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،                أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،           أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،                أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْحَىَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ )الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ([1]) ( ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ، سُبْحَانَهُ مُنْزِلُ الْأَمْطَارِ، وَمُجْرِي الْأَنْهَارِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، الْمَبْعُوثُ بِالرَّحْمَةِ، وَالْمَوْصُوفُ بِالرَّأْفَةِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الْأَطْهَارِ، وَأَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الْقَرَارِ.

 أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ جَلَّ فِي عُلَاهُ:)وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ( ([2]) أيها المؤمنون: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: (وَجَعَلْنَا ‌مِنَ ‌الْمَاءِ ‌كُلَّ ‌شَيْءٍ حَيٍّ) ([3]) .

فَبِالْمَاءِ حَيَاةُ كُلِّ الْأَشْيَاءِ، وَمِنْهُ أَصْلُ جَمِيعِ الْأَحْيَاءِ، أُمِرْنَا بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِ وَشُكْرِهِ، وَالتَّأَمُّلِ فِي عَاقِبَةِ فَقْدِهِ، قَالَ تَعَالَى: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا ‌تَشْكُرُونَ) ([4]). وَنُهِينَا عَنِ التَّهَاوُنِ فِي أَمْرِهِ، والْإِسْرَافِ فِيهِ وَهَدْرِهِ، قَالَ تَبَارَكَ اسْمُهُ: (‌وَلَا ‌تُسْرِفُوا ‌إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ([5])

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،         أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،                أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْحَىَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

عِبَادَ اللَّهِ: لَقَدِ اجْتَمَعْنَا الْيَوْمَ لِرَبِّنَا مُنِيبِينَ، وَإِلَيْهِ تَائِبِينَ، نَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ غَيْثًا تَحْيَا بِهِ الْأَرْضُ، وَتَهْتَزُّ وَتَرْبُو، فَهُوَ الْقَائِلُ سُبْحَانَهُ: (وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ‌السَّمَاءِ ‌مَاءً ‌فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) ([6]) ، فَإِذَا أَرَدْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَنْ يَعُمَّكَ اللَّهُ تَعَالَى بِفَضْلِهِ، وَيُسْقِيَكَ مِنْ غَيْثِهِ، فَأَدِّ الْحُقُوقَ إِلَى أَصْحَابِهَا، وَأَخْرِجْ زَكَاةَ مَالِكَ إِذَا حَلَّ وَقْتُهَا، وَاسْتَقِمْ عَلَى طَاعَتِهِ، وَاثْبُتْ عَلَى عِبَادَتِهِ، فَهُوَ الْقَائِلُ سُبْحَانَهُ: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَاءً غَدَقًا) ([7]) ،

 وَأَكْثِرُوا يَا عِبَادَ اللَّهِ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ، بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَإِنَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِقَوْمِهِ: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا) ([8]) .

فَـــغُفْرَانَــــــــكَ اللَّهُمَّ يَــــــــــــا خَيْرَ غَـــــــــافِرٍ *** وَعَــــفْوُكَ يَــــــا رَبَّــاهُ لَا زَالَ أَوْسَعَا

تَـــــــكَرَّمْ وَجُدْ بِالْغَيْثِ رَبِّ وَبِالْــــمُنَى *** وَجُــــــدْ يَا إِلَـــــــهِي بِالْإِجَابَــــــةِ لِلدُّعَا

فَأَنْتَ عَظيِمُ الْجُودِ خَيْرُكَ وَاصِلٌ *** وَأَفْــــضَالُكَ الْجُلَّى تَتَابَعُ شُرَّعًا

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


 


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

 

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،           أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،                أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،           أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،                أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْحَىَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ مُغِيثِ الْمُسْتَغِيثِينَ، وَمُجِيبِ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، وَكَاشِفِ الْكَرْبِ عَنِ الْمَكْرُوبِينَ، وَمُسْبِغِ النِّعَمِ عَلَى الْعِبَادِ أَجْمَعِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ: فَيَا أَيُّهَا الْمُسْتَغْفِرُونَ، شَرَعَ لَنَا النَّبِيُّ عِنْدَ احْتِبَاسِ الْمَطَرِ، الصَّلَاةَ وَالدُّعَاءَ، وَصِدْقَ الرَّجَاءِ. وَسَيْرًا عَلَى هَذَا الْهَدْيِ النَّبَوِيِّ الْقَوِيمِ، وَجَّهَ إِلَى إِقَامَةِ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ صَاحبُ السُّمُوِّ الشّيْخ مُحَمَّد بن زَايد، رَئِيسُ الدَّوْلَةِ، نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَحْفَظَهُ وَيُبَارِكَ فِيهِ، وَيَجْزِيَهُ خَيْرَ الْجَزَاءِ، وَأَنْ يُوَفِّقَهُ ونُوَّابَهُ وَإِخْوَانَهُ حُكَّامَ الْإِمَارَاتِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الْأَمِينَ وَالشَّيْخَ مُحَمَّد بْنَ رَاشِد وَوَلِـيَّ عَهْدِهِ وَنُوَّابَهُ وَإِخْوَانَهُ حُكَّامَ الْإِمَارَاتِ، وَأَوْلِيَاءَ عُهُودِهِمْ؛ لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى.

اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيخ زَايِد والشَّيخ راشد، وَالْقَادَةَ الْمُؤَسِّسِينَ، وَالشَّيخ مَكْتُوم، والشَّيخ خَلِيفَة بْن زَايِد، والشَّيخ حمدان ‏وَشُيُوخَ الْإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلْهُمْ بِفَضْلِكَ فَسِيحَ جَنَّاتِكَ، وَاشْمَلْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ. وَيُدْخِلَهُمْ بِفَضْلِهِ جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

أَيُّهَا الْمُسْتَغِيثُونَ: لَقَدْ خَرَجْتُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ، وَتَوَجَّهْتُمْ إِلَى بَيْتِ رَبِّكُمْ، خَاضِعِينَ خَاشِعِينَ، وَفِي رَحْمَتِهِ طَامِعِينَ، وَبِاسْمِهِ الْمُغِيثِ دَاعِينَ، فَهُوَ الَّذِي (يُجِيبُ ‌الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ) ([9]) ، وَيُكْرِمُ بِعَطَائِهِ مَنْ سَأَلَهُ وَنَادَاهُ.

وَإِنِّي قَالِبٌ الرِّدَاءَ، ومُتَوَجِّهٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ، اقْتِدَاءً بِنَبِيِّنَا الْكَرِيمِ، وَتَفَاؤُلًا بِالْغَيْثِ الْعَمِيمِ، فَاقْلِبُوا أَرْدِيَتَكُمْ، وَتَوَجَّهُوا بِالدُّعَاءِ إِلَى رَبِّكُمْ: اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا ‌أَنْتَ، ‌أَنْتَ ‌الْغَنِيُّ ‌وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ إِلَيْكَ، نَسْتَغْفِرُكَ اللَّهُمَّ مِنْ ذُنُوبِنَا وَنَتُوبُ إِلَيْكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنَّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمِينَ، رَبَّنَا، هَذِهِ أَيْدِينَا إِلَيْكَ مَرْفُوعَةٌ، وَأَصْوَاتُنَا بِالدُّعَاءِ مَسْمُوعَةٌ، اللَّهُمَّ جَبْرًا يَلِيقُ بِعَظِيمِ كَرَمِكَ، وَفَرَجًا يَلِيقُ بِكَامِلِ قُدْرَتِكَ، وَغَيْثًا يَلِيقُ بِوَاسِعِ رَحْمَتِكَ، يا رحيم يَا رَحْمَنُ، يَا أَهْلَ الْجُودِ وَالْإِحْسَانِ.

اللَّهُمَّ إِنَّا وَقَفْنَا عَلَى بَابِكَ سَائِلِينَ، وَلِمَعْرُوفِكَ رَاجِينَ، وَفِي كَرَمِكَ طَامِعِينَ، فَلَا تَرُدَّنَا خَائِبِينَ، وَلَا مِنْ رَحْمَتِكَ قَانِطِينَ، يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ يَا حَلِيمُ يَا عَظِيمُ، يَا غَنِيُّ يَا كَرِيمُ، يَا رَؤُوفُ يَا رَحِيمُ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ؛ لَا تَصْرِفْنَا مِنْ مَقَامِنَا هَذَا إِلَّا وَقَدْ أَجَبْتَ دَعَوَاتِنَا، وَجَبَرْتَ خَوَاطِرَنَا، وَسَقَيْتَنَا مِنْ فَيْضِ عَطَائِكَ، وَكَرِيمِ بِرِّكَ.

اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا وَاسِعًا شَامِلًا، تُنْبِتُ بِهِ‌ مِنْ (كُلِّ الثَّمَرَاتِ) ([10]) ، وَتُطْعِمُ بِهِ الْبَهَائِمَ وَالْمَخْلُوقَاتِ، وَتُحَقِّقُ بِهِ النَّفْعَ وَالْخَيْرَاتِ، وتُحْيِي بِهِ الْبِلَادَ، وَتَرْحَمُ بِهِ الْعِبَادَ.  اللَّهُمَّ ‌إِنَّا ‌خَلْقٌ ‌مِنْ ‌خَلْقِكَ، لَيْسَ لَنَا غِنًى عَنْ رِزْقِكَ، فَلَا تَحْرِمْنَا يَا رَبَّنَا خَيْرَ مَا عِنْدَكَ، بِشَرِّ مَا عِنْدَنَا. اللَّهُمَّ ‌سُقْيَا ‌رَحْمَةٍ، اللَّهُمَّ ‌سُقْيَا ‌رَحْمَةٍ، اللَّهُمَّ ‌سُقْيَا ‌رَحْمَةٍ. اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ، وَاجْعَلْ مَا رَزَقْتَنَا قُوَّةً لَنَا عَلَى طَاعَتِكَ. اللَّهُمَّ إِنَّا عَبِيدُكَ، فَارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ، وَتَقَبَّلْ مِنَّا دَعَوَاتِنَا بِمَنِّكَ وَكَرَمِكَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ دَعَاكَ فَأَجَبْتَهُ، وَسَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ، وَاسْتَغْفَرَكَ فَقَبِلْتَهُ، وَاسْتَسْقَاكَ فَأَغَثْتَهُ.

اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَى دَوْلَةِ الْإِمَارَاتِ الرَّخَاءَ وَالِاسْتِقْرَارَ، وَأَكْرِمْهَا بِالْغَيْثِ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا لِنِعْمَةِ الْمَاءِ شَاكِرِينَ، وَلَهَا مُقَدِّرِينَ، لَا مُسْرِفِينَ فِيهَا وَلَا مُبَذِّرِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، ‌وَجَمِيعِ ‌سَخَطِكَ. (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ([11])، (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). ([12])

وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

 


[1]  الشورى: 28.

[2] الأعراف: 96.

[3] الأنبياء: 30.

[4] الواقعة: 68-70

[5] الأنعام: 141

[6] النحل: 65

[7] الجن: 16.

[8] نوح: 10-11.

[9] النمل: 62.

[10] الرعد: 3.

[11] البقرة: 127.

[12] البقرة: 128.

تحميل
مقياس السعادة
duba ai